الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ }

قوله تعالى { لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } وصف الله المنافقين بالبخل والحرص والحسد على امر الدين من قلة معرفتهم بجاههم عند الله وحسن عواقبهم عنده وسبق عناية الله فيهم وخذلان اهل النفاق وفى كل موضع فيه نفاق فالبخل والحسد لازمة قال الواسطى من طالع الاسباب فى الدنيا والاعواض فى الأخرة لم يفقه قلبه وبقى فى حجاب نفسه ومراده الا ترى المنافقين كيف احتالوا بالبخل عليهم بالدنيا ولم يعلموا ان ذلك لا يحجبهم عن التوفيق وكيف حكى الحق بقوله ولكن المنافقين لا يفقهون ثم بين الله ان له خزائن السمٰوات والارض يفتحها لاوليائه فيعطيهم من فضله ولا يحتاجون الى من سواه بقوله { وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خزائن السمٰوات قدرته وجبروته وخزائن الارض ملكه وسلطانه له فى السمٰوات خزائن قلوب المقربين وفى الارض خزائن قلوب العارفين قال الجنيد خزائنه فى السمٰوات الغيوب وخزائنه فى الارض القلوب فما انفصل من الغيوب وقع على القلوب وما انفصل من القلوب صار الى الغيوب والعبد مرتهن بشيئين تقصير الخدمة وارتكاب الزلة قال رجل لحاتم الاصم من اين تاكل فقال الله خزائن السمٰوات والارض.