الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً }

{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ } ما مبتدأ استفهامية واللام جارة لاسم الاشارة وكتبت مفصولة في مصحف عثمان كذلك على خلاف قاعدة الخط وخط للمصحف طريقة لا تغير اي ما لهذا الذي يدعي الرسالة وفي ذلك تصغير لشأنه واستهانة به وفي تسميته رسولا سخرية * { يَأكُلُ الطَّعَامَ } حال من ذا { وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ } ان صح ما يزعم من انه رسول فما باله كأن حاله كحالنا في اكل الطعام ويتردد في الاسواق لطلب المعاش كما ناكل ونتردد لقصر نظرهم فاوجبوا ان يكون الرسول مَلَكا لا يأكل ولا يتعيش وظنوا ان تمييز الرسل بامور جسمانيه وانما هو باحوال نفسانية ومشى في الاسواق لتواضعه وكانت صفته في التوراة انه لم يكن ضحايا في الاسواق * { لَوْلآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } ليعلم صدقه بتصديق المَلك له فيما قال اي ان كان رسولا آكلا وماشيا في الاسواق فهلا كان معه ملك يصدقه ويسانده في الانذار والتخويف. ولولا هذه التوبيخ من الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين وتنديمه على قوله انه رسول وتنديم المؤمنين على تصديقه فالماضي بعدها على اصله ويجوز ان تكون للتحضيض فالماضي بعدها للاستقبال ويدل له المضارعان بعد فانهما معطوفان عليه ويجوز ردهما لمعنى المضي أو جعلهما لحكاية الحال الماضية فيطابق كونها للتوبيخ والتنديم ونصب يكون في جواب التحضيض أو التوبيخ. وقرئ بالرفع عطفا على جملة انزل.