الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ }

{ إِرَمَ } بدل عاد أو عطف بيان والمراد به قوم عاد وأصله اسم جدهم سموا به وفي إرم وما بعده دليل على أن المراد عاد الأولى وقيل إرم في الأصل اسم لأبيهم ولك تقدير المضاف كما مر وعن بعضهم أنه أبوهم وإنه إرم بن عاد بن شيم بن سام بن نوح وقال الكلبي إرم هو الذي يجتمع اليه نسب عاد وثمود وأهل السواد وأهل الجزيرة وكان يقال عاد إرم وثمود إرم فأهلك عادا وثمودا وبقي أهل السواد وأهل الجزيرة. وعن سعيد بن المسيب إرم ذات العماد دمشق وقيل الإسكندرية وفيه إن منازل عاد من عمان الى حضرموت وهي بلاد الرمل والاحقاف وعلى القولين سموا باسم بلدهم وعلى كل حال فمنع الصرف للعلمية والتأنيث فإن القبيلة والمدينة مؤنثان وإذا قلنا أنه اسم بلدهم في الأصل صح تقدير مضاف أي أهل إرم وقيل منازلهم بوادي القرى وكانوا ذوي مواش إذا خرج الربيع خرجوا اليه سيارة وإذا تيبس رجعوا ويدل على أنه اسم بلد قراءة ابن الزبير بعاد إرم بالإضافة وقرأ الحسن بعاد إرم بمنع صرف عاد لإعتبار معنى القبيلة وفيه العلمية وكذا منع صرف إرم لمعنى المدينة وفيه العلمية فهما عنده مفتوحا الآخر والثاني بدل أو بيان ومن صرف عادا فلا اعتبار معنى القوم وقرئ بسكون الراء من إرم للثقل نحو إبل بعض ثقل وراء إرم مفخمة ولو وقعت بعد كسرة لازمة لأنه عجمي فالعجم زيادة في موجب منع الصرف السابق وإذا اعتبر معنى القوم فالمانع العلمية والعجمة وقيل لأن الكسرة عارضة والأصل الفتح وبعض يرققها على أنه عربي. * { ذَاتِ العِمَادِ } ذات نعت وقرئ بإضافة إرم لذات والإرم العلم أي بعاد أهل أعلام ذات العماد، وذات العماد اسم مدينة أي ذات البناء الرفع أو ذات أساطين عظيمة وإذا قلنا أن ذات العماد القبيلة فالمراد أنهم طوال الأجساد على تشبيه أجسامهم بالأعمدة أو ذووا رفعة وثبات وإنهم كانوا بدويين ذوي عمد وهو قول قتادة ومجاهد والكلبي وابن عباس وعلى الأول مقاتل قال طول أحدهم إثنى عشر ذراعا وروي أربعمائة ذراع بذراعنا.