الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }

قوله تعالى { وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ } وصف الله قوما بعميهم عن رؤية الحق في فهم الخطاب بما على عيونهم من غشاوة الغيرة وبما فى آذانهم من وقر الضلالة فلم يعرفوا الإستدراج والامتحان فى امهال الله اياهم فى ظلمة العصيان وحسبوا انهم يحسنون فيما بينهم وبين الله عن سقوطهم عن الدرجات الى الدركات ولما فتح الله باب الرحمة عليهم عرفوا تقصيرهم ثم جاء اعلام سَدِّ باب العصمة والتوفيق عليهم فرجعوا الى الضلالة وعمى الباطن لأنهم ليسوا بأهل الله وخاصته عنده بشرط العناية لم يرجعوا عنه أبداً قال بعضهم: ظنوا ان لا يفتتنوا فى آذانهم وآهوائهم فعموا عن رؤية الحق وصموا عن استماعه الا من ادركته رحمة الله وفضله فتاب عليه وفتح عينه لرشده انهم لن يقعوا فى الفتنة وهم طالبون الدنيا معتمدون على الخلق عميت ابصار قلوبهم وصمت آذانهم إلا من يتداركه الله بكشف الغطاء ويحله محل التائبين.