الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَا فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ }

{ قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ } أي: نختارك بالإيمان والاتّباع { عَلَىٰ مَا جَآءَنَا } أي: من الله على يد موسى { مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَا } أي: وعلى الذي خلقنا. واختيارُ هذا الوصف للإشعار بعلة الحكم. فإن خالقيته تعالى لهم، وكون فرعون من جملة مخلوقاته، مما يوجب عدم إيثارهم له عليه، سبحانه و تعالى. وهذا جواب منهم لتوبيخ فرعون بقوله:آمَنتُمْ لَهُ } [طه: 71] وقيل: هو قسم محذوف الجواب { فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ } أي: اصنع ما أنت صانعه. وهذا جواب عن تهديده بقوله: { فَلأُقَطِّعَنَّ } الخ { إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } أي: فيها وهي لا بقاء لها، ولا سلطان لك بعدها. وإنما البغية الآخرة.