الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

الأوقات ظروفٌ لما يحصل فيها من الأفعال والأحوال؛ فالظروفُ من الزمان متجانسة، وإنما الاختلافُ راجعٌ إلى أعيان ما يحصل فيها؛ فليالي أهل الوصال ساداتُ الليالي، أهل الفراق أسوأ الليالي؛ فأهلُ القُرْبِ لياليهم قِصَارٌ وكذلك أيامُهم، وأربابُ الفراقِ لياليهم طوال وكذلك جميع أوقاتهم في ليلهم ونهارهم، يقول قائلهم:
والليـالـي إذا نـأيتِ طـوالٌ   وأراهـا إذا دَنَـوْتِ قِصَـار
وقال آخر:
والليلُ أطولُ وقتٍ حين أفقدهـا   والليـل أقصـر وقـتٍ حيـن ألقاهـا
وقال ثالث:
يطـولُ اليـومُ لا ألقـاكِ فـيـه   وحَـوْلٌ نلتـقـي فـيـه - قصيـرُ