الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }

{ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ } أي: يبيعونها بها وهم المؤمنين الذي يستحبون الآجلة على العاجلة ويستبدلونها بها، والمعنى: إن صَدَّ الذين في قلوبهم مرض، فليقاتل المخلصون الباذلون أنفسهم في طلب الآخرة، ويقال: عني بالموصول المنافقين المبطئين، أي: الذين يشترونها ويختارونها على الآخرة، فيكون وعظاً لهم بأن يبدلوا التثبيط بالجهاد { وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ } أي: يستشهد { أَو يَغْلِبْ } أي: يظفر على العدو { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ } نعطيه: { أَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً. روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي. وتصديقاً برسلي. فهو عليّ ضامنا أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه. نائلا ما نال من أجر أو غنيمة " ( لفظ مسلم ).