الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ }

قوله تعالى: { فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً } أي طالعاً. يقال: بَزَغ القمر إذا ٱبتدأ في الطلوع، والبَزْغ الشق كأنه يشق بنوره الظلمة ومنه بَزَغ البَيْطار الدابة إذا أسال دمها. { لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي } أي لم يُثَبِّتني على الهداية. وقد كان مهتدياً فيكون جرى هذا في مُهلة النظر، أو سأل التثبيت لإمكان الجواز العقليّ كما قال شعيب:وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } [الأعراف: 89]. وفي التنزيل: «إهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» أي ثبّتنا على الهداية. وقد تقدّم.