الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } * { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } * { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }

قوله تعالى { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } اقسم الله سبحانه بمواقع انوار نجوم صفاته اذا ظهرت منه فتعود الى معادنها من ذاته سبحات منه بدا واليه يعود فالنجوم صفاته ومواقعها ذاته لذلك قال { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } عظم لعظمة جلاله وعظم جلاله وايضا اقسم بمواضع نجوم صفاته من ارواح الانبياء والمرسلين والاولياء والصديقين اذا تجلت لها وايضا أقسم بقلوب العارفين انها مواقع نجوم خطابه وايضا اقسم بمواقع نجوم القرأن من اسرار حبيبه عليه الصلاة والسلام لان قلبه مسقط الوحى وبيت الخطاب وموضع كشف الاسرار ومرآة حقائق الانوار اقسم به لعظمته عند الله وفى هذا المعنى قال ابن عطا مواقع النجوم هو مواقع ما يظهر على سر النبى صلى الله عليه وسلم من انوار الحق وزوائد التحقيق مما خص به من الدنو وقربه والزلف التى لم يومر باظهارها والاخبار عنها ولذلك قال تعالى { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } كلامه القديم اذا بدا فى قلبه لا يختلط به هوى الانسانية ولا هواجس النفسانية ولا القاء الشيطان فى ران قلبه كان محفوظا بحفظ الله ورعايته عن الخطرات المذمومة والاوهام والظنون وكلامه محفوظ لانه صفته القديمة المنزهة عن التغيير والتبديل وصفه بانه كريم لانه وصف الكريم القديم المنبئ عن صفاته الكريمة وذاته الا ترى ما أنزله الى اكرم خلقه من تخلق بخلقه يكون كريما فى الدارين ومن فهم حقائقه يكون اماماً فى الثقلين قال بعضهم كريم لانه يدل على مكارم الاخلاق ومعانى الامور وشرائف الافعال وقيل كريم لنزوله من عند كريم بوساطة كريم الى اكرم الخلق طرا اجمعين.