الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }

وقوله سبحانه: { أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ... } الآية: إِجماع المفسِّرين على أنَّ الإِشارة هنا إلى الصلوات المفروضة، والجمهورُ أنَّ دلوك الشمس زوالُها، والإِشارةُ إِلى الظهر والعصر، و { غَسَقِ ٱلَّيْلِ }: أشير به إِلى المغرب والعشاء، و { وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ }: يريد به صلاةَ الصبح، فالآية تعم جميعَ الصلواتِ، «والدلوكُ»؛ في اللغة: هو الميلُ، فأول الدلوكِ هو الزوالُ، وآخره هو الغروبُ، قال أبو حيان: واللام في { لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ }: للظرفية بمعنى بَعْد انتهى، و { غَسَقِ ٱلَّيْلِ }: اجتماعه وتكاثُف ظلمته، وعَبَّر عن صلاة الصبْحِ خاصَّة بالقرآن، لأن القرآن هو عظمها؛ إِذ قراءتها طويلةٌ مجهورٌ بها.

وقوله سبحانه: { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } معناه: يشهده حَفَظَة النهار وحَفَظَة الليل من الملائكة؛ حَسْبما ورد في الحديث الصَّحيح: " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلاَئِكَةٌ بالنَّهَارِ؛ فَيَجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الصُّبْحِ وَصَلاَةِ العَصْرِ... " الحديث بطوله، وفي «مسند البَزَّار» عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّهُ قال: " إنَّ أَفْضَلَ الصَّلَواتِ صَلاَةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، في جَمَاعَةَ، ومَا أَحْسِبُ شَاهِدَهَا مِنْكُمْ إِلاَّ مَغْفُور له " انتهى من «الكوكب الدري».