الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً }

قوله تعالى: { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } فيه أربعة أوجه: أحدها: ليسأل الأنبياء عن تبليغهم الرسالة إلى قومهم حكاه النقاش. وفي هذا تنبيه أي إذا كان الأنبياء يُسألون فكيف مَن سواهم. الثاني: ليسأل الأنبياء عما أجابهم به قومهم حكاه عليّ بن عيسى. الثالث: ليسأل الأنبياء عليهم السلام عن الوفاء بالميثاق الذي أخذه عليهم حكاه ابن شجرة. الرابع: ليسأل الأفواه الصادقة عن القلوب المخلصة، وفي التنزيل:فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الأعراف: 6]. وقد تقدّم. وقيل: فائدة سؤالهم توبيخ الكفار كما قال تعالى:أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ } [المائدة: 116]. { وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً } وهو عذاب جهنم.