الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ }

أي أتقن الحاكمين صنعاً في كل ما خلق. وقيل: { بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } قضاء بالحق، وعدلاً بين الخلق. وفيه تقدير لمن اعترف من الكفار بصانع قديم. وألف الاستفهام إذا دخلت على النفي وفي الكلام معنى التوقيف صار إيجاباً كما قال:
ألَسْـتُـمْ خَـيْـرَ مَـنْ رَكِـب المَـطـايـا   
وقيل: { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ * أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ }: منسوخة بآية السيف. وقيل: هي ثابتة لأنه لا تنافي بينهما. وكان ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما إذا قرأا { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } قالا: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين فيختار ذلك. والله أعلم. ورواه الترمذي عن أبي هريرة قال: من قرأ سورة «والتين والزيتون» فقرأ { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين. والله أعلم.