الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }

قوله تعالى { رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } رضى الله عنهم فى الازل حين اصطفاهم قبل ايجادهم ورضوا عنه لما عاينوه واثروه على من دونه عشقا وشوقا ومعرفة وهذه الدرجة لمن عرف الله ودأب فى اجلاله ورؤية عظمته بقوله { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } واصل الرضا الاتصاف بصفة الرضا من الحق قال الواسطى الرضا والسخط نعتان قديمان يجريان على العبد بما جريا فى الازل يظهر ان الرسم على المقبولين والمطرودين فقد بانت شواهد المقبولين بضيائها عليهم كما بانت شواهد المطرودين بظلمها فأنى ينفع مع ذلك الألوان المصفرة والاقدام المنتفخة والاكمام المقصرة وقال استعمل الرضا جهدك ولا تدع الرضا يستعملك فيكون محجوبا بلذته عن حقيقة ما يطالع بعد درجته قال سهل الخشية سر والخشوع ظاهر وقال عمرو المكى اشترط الراضين بالخشية فى رضاهم عنه لذلك اوجب لهم رضاه عنهم بان يرضوا عنه ويخشونه فى رضاه عنهم ولا يكون ذلك الا باجتناب المحارم وعقد لموافقتهم لموافقنا أن يكرهوا الكره ويرضوا ما رضى.