الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ }

{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ } أى واذكر يا محمد، أو اذكروا يا أهل الكتاب، الأول للزجاج، والثانى للطبرى. وقيل يتعلق بقال من قوله عز وجل { قَالَ أقَرَرتُمْ } ويجوز عطفه على إذ قبله، وأخذ الميثاق على النبيين حين خرجوا عليهم السلام من ظهر آدم كالدر بيضا وأخذ كل نبى حين بعثه الله وهو أولى أو فى الحينين. { لَمَآ آتَيْتُكُم } وقرأ نافع لما آتيتكم بالتاء. { مِّنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ } اللام موطئة للقسم، وهى للتأكيد، لأن الميثاق حلف، وأخذه تحليف، ولا يلزم من كون اللام موطئة أن تدخل على إن الشرطية، بل ذلك غالب لا لازم، وما شرطية مفعول أول لآتينا، والكاف مفعول ثان، وجملة { لَتُؤمِنَنَ بِهِ } جواب القسم، لتقدمه أغنى عن جواب الشرط، أو قد حذف لدلالته، تقديره تؤمنوا به أى بما آتيناكم وهو من الشرط الذى لم يعد إليه الضمير من الجواب، ولا سيما أن اسم الشرط هنا ليس مبتدأ، ومنى وقع مبتدأ ولم يكن ضميره فى الجواب قدره من يقول أن الخبر جوابه، ويحتمل أن تكون ما موصولة مبتدأ، ورابط الصلة محذوف أى لما آتيناكموه، أو آتيناكم إياه، وخبرها محذوف دل عليه جواب القسم، وهو قوله { لَتُؤمِنَنَ بِهِ } تقديره تؤمنون به، أى بما آتيناكم، وإما الهاء فى لتؤمنن به، فللرسول، ويجوز عودها لما آتيناكم، وإما لتنصرنه فى نهاؤه للرسول، ويجوز أن يكون قسم محذوف، هو وجوابه خبر لمن، أى والله لتؤمنن به ولتنصرنه، فيكون لفظ الميثاق، ولم يؤت له بجواب، أو من موصولة مفعول لجواب الميثاق، وهو محذوف أى لتبلغن ما آتيناكم، ويقدر لقوله لتؤمنن به قسم آخر، أى والله لتؤمنن به، ومن كتاب نعت لما الشرطية، إذا جعلت شرطية، أو حال منها، لعمومها، أو حال من رابط الموصولة المقدر، إذا جعلت موصولة وإذا جعلت موصولة فقوله تعالى { ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ } معطوف على الصلة فكأنه صلة فلا بد لهُ من رابط، فإما أن يحذف للعلم به مع طول الكلام، أى ثم جاءكم به رسول مصدق لما معكم، وإما أن يربط الموصول بما، من قوله لما معكم، فإن قوله لما معكم صادق على قوله لما آتيتكم، وقرأ حمزة لما آتيناكم بكسر اللام، فتكون حرف جر، وتعليل متعلقة بآخر أخذ وما مصدرية أو اسم موصول، وربط الصلة والمعطوف عليها على حد ما مر، وقرأ سعيد بن جبير لما أتيناكم بفتح وتشديد الميم، فأما حرف وجود لوجود، أو ظروف بمعنى حين، وجوابها محذوف دل عليه جواب القسم، أى وجب عليكم الإيمان به ونصرته، أو الأصل لمن ما آتيناكم بفتح اللام والميم، وهى من الموصولة، أو الشرطية والصلة، أو الشرط محذوف، وما مفعول لهذا المحذوف، واللام للابتداء، أو للتوطئة، ومن مبتدأ والتقدير لمن أجَلَّ بفتح الهمزة والجيم واللام المشددة بمعنى عظم، أبدلت نون من ميماً فأدغمت، فحذفت إحدى الميمات الثلاث وهى هذه المبدلة، من النون اشتغالا، والخبر محذوف، دل عليه جواب القسم.

السابقالتالي
2 3