الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً }

قوله تعالى: { أفلا يتدبّرون القرآن } قال الزجاج: «التدبّر» النظر في عاقبة الشيء. و«الدّبْر» النحل، سُمي دبراً، لأنه يُعْقِبُ ما يُنتفع به، و«الدّبْر»: المال الكثير، سُمي دبراً لكثرته، لأنه يبقى للأعقاب، والأدبار.

وقال ابن عباس: أفلا يتدبّرون القرآن. فيتفكّرون فيه، فيرون تصديق بعضه لبعض، وأن أحداً من الخلائق لا يقدر عليه. قال ابن قتيبة: والقرآن من قولك: ما قرأت الناقة سلى قط، أي: ماضمَّت في رحمها ولداً، وأنشد أبو عبيدة:
هِجانُ اللّون لم تقرأ جنينا   
وإنما سُمي قرآنا، لأنه جمع السور، وضمها.

قوله تعالى: { لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } فيه ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه التناقض، قاله ابن عباس، وابن زيد، والجمهور.

والثاني: الكذب، قاله مقاتل، والزجاج.

والثالث: أنه اختلاف تفاوت من جهة بليغ من الكلام، ومرذول، إِذ لا بدّ للكلام إِذا طال من مرذول، وليس في القرآن إِلا بليغ، ذكره الماوردي في جماعة.