الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ }

قوله تعالى { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً } من كان له استعداد النظر الى عالم الغيب وباشر حظوظ النفس احتجب عنه فلما انقطع الى الله ينظر الله الى قلبه بنعت الاخلاص واليقين يكشف الله له انوار حضرته ويجذبه الى قربه فلما رجع اليه بالكلية لا يبالى الله سبحانه بما جرى عليه فى ايام الحجاب من احكام مقاديره لانه كان معذوراً من جهة جهله بالطريق فالتائب المنقطع الى الله والمؤمن العارف بالله العامل بالصالحات ترك ما دون الله فاذا كان كذلك فاهتدى بالله الى ما لله وما فى الله ويكون مخفوراً برحمة الله ومعصوما بعصمة الله قال ابن عطا فى قوله وانى لغفار لمن تاب لمن رجع من طريق المخالفة الى طريق الموافقة وصدق موعود الله فيه وله واتبع السنة ثم اهتدى اقام على ذلك لا يطلب سواه مسلكا وطريقا.