الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ } الملكوت والرحموت والرهبوت والجبروت مصادر زيدت الواو والتاء فيها للمبالغة فى الملك والرحمة والرهبة والجبر. قال فى المفردات الملكوت مختص بملك الله تعالى والملك ضبط الشئ والتصرف فيه بالامر والنهى اى فاذا تقرر ما يوجب تنزهه تعالى وتنزيهه اكمل ايجاب من الشئون المذكورة كالانشاء والاحياء وان ارادته لا تتخلف عن مراده ونحو ذلك فنزهوا الله الذى بيده اى تحت قدرته وفى تصرف قبضته ملك كل شئ وضبطه وتصرفه عما وصفوه تعالى به من العجز وتعجبوا مما قالوه فى شأنه تعالى من النقصان وبالفارسية بس وصف كنيد به باكى وبى عيبى آنكسى راكه بدست اقتدار اوست بادشاهى همه جيز { واليه } لا الى غيره اذ لا مالك سواه على الاطلاق { ترجعون } تردون بعد الموت فيجازيكم باعمالكم وهو وعد للمقرين ووعيد للمنكرين يعنى وعده دوستانست ووعيد دشمنان اينانرا شديد العقابست وآنانرا طوبى لم وحسن مآب فالخطاب للمؤمنين والكافرين. وفى التأويلات النجمية اثبت لكل شئ ملكوتا وملكوت الشئ ما هو الشئ به قائم ولو لم يكن للشئ ملكوت يقوم به لما كان شئ والملكوتات قائمة بيد قدرته { واليه ترجعون } بالاختيار اهل القبول وبالاضطرار اهل الرد عصمنا الله من الرد بفضله وسعة كرمه اهـ. وعن ابن عباس رضى الله عنهما كنت لا اعلم ما روى فى فضل يس وقراءتها كيف خصت به فاذا انه لهذه الآية وفى الحديث " اقرأوا سورة يس على موتاكم " قال الامام وذلك لان الانسان حينئذ ضعيف القوة وكذا الاعضاء لكن القلب يكون مقبلا على الله تعالى بكليته قاذا قرئ عليه هذه السورة الكريمة تزداد قوة قلبه ويشتد تصديقه بالاصول فيزداد اشراق قلبه بنور الايمان وتتقوى بصيرته بلوامع العرفان انتهى. يقول الفقير اغناه الله القدير وايضا ان المشرف على النزع يناسبه خاتمة السورة اذ الملكوت الذى هو الروح القائم هو به وسر الفائض عليه من ربه يرجع الى اصله حينئذ وينسلخ عن عالم الملك وقتئذ واليه الاشارة بالقول المذكور لابن عباس رضى الله عنهما وفى الحديث " ان لكل شئ قلبا وقلب القرآن يس "
خدايت لشكرى داده زقرآن بس آنكه قلب آن لشكر زيس   
قيل انما جعل يس قلب القرآن اى اصله ولبه لان المقصود الا هم من انزال الكتب بيان انهم يحشرون وانهم جميعا لديه محضرون وان المطيعين يجازون باحسن ما كانوا يعملون ويمتاز عنهم المجرمون وهذا كله مقرر فى هذه السورة بابلغ وجه واتمه. ونقل عن الغزالى انه انما كانت قلب القرآن لان الايمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر وهذا المعنى مقرر فيها بابلغ وجه فشابهت القلب الذى يصح به البدن.

السابقالتالي
2 3