الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ }

قوله جلّ ذكره: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ }.

دلَّت الآيةُ على أنَّ أكسابَ العباد مخلوقةٌ لله لأنها بين السماوات والأرض.

قوله جلّ ذكره: { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ }.

{ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ }: أي وأنا مُحقٌّ فيه ويقال { بِٱلْحَقِّ }: بالأمرِ العظيم الكائن إنْ الساعة لآتيةٌ يعني القيامَةَ.

قوله جلّ ذكره: { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ }.

يقال الصفح الجميل الذي تذكر الزَّلَّةُ فيه.

ويقال الصفح الجميل سحبُ ذيل الكَرَمِ على ما كان مِنْ غير عَقْدِ الزَّلَّة، بلا ذِكْرٍ لما سَلَفَ من الذنب، كما قيل:
تعالوا نصطلح ويكون مِنَّا   
(..............)   
ويقال الصفح الجميل الاعتذار عن الجُرْم بلا عدِّ الذنوب من المجرم، والإقرار بأن، الذنب كان منك لا من العاصي، قال قائلهم:
(وتُذْنِبون فنسي ونعتذر)