الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ }

قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ } يعني: محمداً " بالهُدَى " أي: بالحقِّ والرشاد، { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } بالحُجَج، ومن الظهور الغلبة باليد في القتال، وليس المراد بالظهور: أن لا يبقى دين [آخر] من الأديان، بل المراد: أن يكون أهل الإسلام عالين غالبين، ومن الإظهار ألا يبقى دين آخر سوى الإسلام في آخر الزمان.

قال مجاهدٌ: ذلك إذا أنزل الله عيسى، لم يكن في الأرض دين إلاَّ دين الإسلام.

قال أبو هريرة: { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } بخروج عيسى، وحينئذ لا يبقى كافر إلا أسلم.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَيَنْزلنَّ ابنُ مريمَ حكماً عادلاً، فليَكسرنَّ الصَّليبَ وليقتلنَّ الخِنْزيرَ، وليضَعَنَّ الجِزيَةَ، ولتتركن القلاص فلا يسعى إليها، ولتذهبنَّ الشَّحْناءُ والتَّباغُضُ والتَّحاسُد، وليَدعُونَّ إلى المالِ فلا يقبلهُ أحدٌ ".

وقيل: ليُظْهرهُ، أي: ليطلع محمداً صلى الله عليه وسلم على سائر الأديان حتى يكون عالماً بها عارفاً بوجوه بطلانها، وبما حرفوا وغيَّروا منها " على الدِّينِ " أي: على الأديان؛ لأن الدين مصدر يعبر به عن الجميع.