الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَٰهِهِمْ وَقَالُوۤاْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ }

{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ } خبر { الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } هذا من كلام موسى بنفسه أو بالوحى، قلت يجوز أن يكون من كلام الله جَل وعلا لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنزله عليه يخاطب به الكفار ثم رأيت القاضى أجازه { قَوْمِ نُوحٍ } بدل من الذين أو بنيان له { وَعَادٍ } قوم هود عليه السلام { وَثَمُودَ } قوم صالح عليه السلام { وَالَّذِينَ } مبتدأ { مِنْ بَعْدِهِمْ } وقوله { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ } خبره والجملة معترضة أو الذين معطوف على قوم نوح وجملة لا يعلمهم إلا الله معترضة والمعنى لا يعلم عددهم أفراداً ولا جملا إِلا الله لكثرتهم ولو علم بعض الناس بعضاً منهم، وقيل المراد أنه ما بلغهم خبرهم أصلا وكان ابن مسعود إِذا قرأ هذه الآية قال كذب النسابون أى فى دعواهم علم الأَنساب إِلى آدم أو دونه وقد نفى الله علمها عن العباد وكان مالك ابن أنس يكره أن ينسب الإِنسان نفسه أبا أبا إِلى آدم لأَنه لا يعلم أولئك إِلا الله، قيل قد نهى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يرفع نسبه فوق عدنان وقد رفعه بعضهم إِلى آدم وسجعه بعضهم من آدم عليه السلام هكذا أنه من آدم أبى البشر ذا العلا إلى حوى وصار وأول من حالها أفضل حلى وحلاثم إِلى شيث فعاد النور منه مشعلا ثم إِلى إِدريس الذى قرأ صحفاً وتلا ثم إِلى تالغ الذى فات أقرانه وما ارتكب زللا ثم إِلى ولده الذى مهلا يا بذل لأَهله من المال جملا ثم إلى نوح النبى الذى ركب الفلك وعلى ثم إِلى سام الذى ملك نعماً وخولا ثم إِلى أرفخشد الذى تبوأ عند ربه منزلا ثم إِلى هود الذى شهد بعلمه عقول العقلاء ثم إلى غابر الذى مات أبوه وقد كان نبياً مرسلا ثم إِلى أرغوى الذى له مواطن الكرم نزلا ثم إِلى شاروخ الذى كان على أخوته مفضلا ثم إلى إبراهيم الذى قال له جبريل حين ألقى فى النار ألك حاجة. قال أما إليك فلا، ثم إِلى إسماعيل الذبيح الذى أرسل إِلى أهل الشرف والعلا ثم إِلى قيدار الذى نال البهاء والنور الجملا، ثم إِلى نبت الذى أصبح بالنور مجملا ثم إِلى الهميع الذى أصبح بالنسب مكملا ثم إلى اليسع الذى قادته الأَنوار حللا ثم إلى أرد الذى ما ابتغى العز عنه حولا ثم إلى أد الذى أضحى تاجه بالفخر مجملا ثم إِلى عدنان الذى انتهى الشرف إليه أما إِلى غيره فلا ثم إِلى معد الذى نار بنوره الظلا وانجلى ثم إلى مضر الذى رفعه الصعود إلى العلا ثم إلى نزار الذى كان بالجمال مسربلا ثم إلى الياس الذى كان سعده مسبلا، ثم إِلى مدركة، الذى أدرك شرفاً وعلى، ثم إِلى خزيمة الذى نوره يتلالى ثم إِلى كنانة الذى موطن شرفه من الفخر ما خلا، ثم إِلى النضر الذى فاق نضارة وعلا، ثم إِلى مالك الذى أصبح به النسب متصلا، ثم إلى فهر الذى قرأ آيات العلا وتلا، ثم إِلى لؤى الذى ما ابتغى غير الشرف بدلا، ثم إلى كعب الذى نوره لا يبلى، ثم إلى مرة الذى عذب منهله وحلا، ثم إِلى كلاب الذى عقد له الفخر حللا، ثم إِلى عبد مناف الذى كسته الأَنوار جملا.

السابقالتالي
2 3