الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } امر حبيبه عليه السلام بالاقتداء بالانبياء والرسل قبله فى اداب الشريعة والطريقة لان هناك منازل الوسائط فاذا اوصله بالكلية اليه وكحل عيون اسراره بكحل الربوبية وجعله مستقلا بذاته مستقيما بحاله وخرج من حد الارادة الى حد المعرفة والاستقامة أمره بإسقاط الوسائط بقولهقُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي } الا ترى كيف زجر عليه السلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين جاء اليه بورق من التوراة ليستأذن منه عليه السلام بقراءته والعمل به فقال " متهوكون انتم كما تهوكت اليهود والنصارى لقد جئتكم بيضاء نقية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعى " وايضا اولئك الذين هدى الله اى عرفهم ذاته لصفاته وعلمهم حقائق آدابه وامر صفيه عليه السلام بان يأمر امته بالاقتداء بشريعته التى هى شريعة الانبياء الا ترى كيف قال اللهشَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً } وقال الواسطى فى هذه الآية هداهم بذاته وقدسهم بصفاته فاسقط عنهم الشواهد والاعراض ومطالبات الاعواض ملأ لهم اشارة فى سرائرهم ولا عبارة عن اماكنهم قيل فى هذه الآية لا يصح الارادة الا بالاخذ من الائمة وبركات نظرهم الا ترى كيف اثر نظر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فى وزيره من اصحابه فقال " اقتدوا باللذين من بعدى ابى بكر وعمر " فلا يصح الاقتداء الا بمن صحت بدايته وسلك سلوك السادات واثر فيه بركات شواهدهم الا ترى المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول " طوبى لمن رانى " اى فاز من اثر فيه رؤيتى.