الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }

{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } أي: الزلزلة الشديدة.

قال ابن كثير: أخبر تعالى هنا أنهم أخذتهم الرجفة، كما أرجفوا شعيباً وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء، كما أخبر عنهم في سورة هود، فقال:وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ } [هود: 94]، والمناسبة هناك - والله أعلم أنهم لما تهكموا به في قولهم:أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ... } [هود: 87] الآية - فجاءت الصيحة فأسكتتهم. وقال تعالى في الشعراء:فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الشعراء: 189]، وما ذاك إلا لأنهم قالوا له في سياق القصة:فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ... } الآية [الشعراء: 187] فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم الظلة. وقد اجتمع عليهم ذلك كله. أصابهم عذاب يوم الظلة، وهي سحابة أظلتهم، فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم. ثم جاءتهم صيحة من السماء، ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم، فزهقت الأرواح، وفاضت النفوس، وخمدت الأجسام { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ } أي: مدينتهم { جَاثِمِينَ } أي: ساقطين ميتين، لا ينتفعون برؤوس أموالهم ولا بزوائدها.