{ لَن نَّبْرَحَ.. } [طه: 91]. أي: سنظل عل هذا الحال، البعض يظن أنها للمكان فقط، إنما هي حَسْب ما تتعلق به، تقول: لا أبرح سائراً حتى أصِلَ لغرضي، ولا أبرح هذه المكان فقد تكون للمكان، وقد تكون للحال. كما ورد في القرآن: - للمكان والإقامة في قوله:{ فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ.. } [يوسف: 80]. - وللحال في قوله تعالى:{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ.. } [الكهف: 60] أي: لا أبرح السير. فالمعنى { لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ.. } [طه: 91] سنظلّ على عبادته حتى يرجع موسى، فلن نمكثَ هذه الفترة دون إلهٍ. ثم يقول الحق سبحانه: { قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ... }.