الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }

قوله تعالى: { وَهَـٰذَا كِتَابٌ } يعني القرآن { أَنزَلْنَاهُ } صفة { مُبَارَكٌ } أي بُورك فيه، والبركة الزيادة. ويجوز نصبه في غير القرآن على الحال. وكذا { مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } أي من الكتب المنزلة قبله، فإنه يوافقها في نفي الشرك وإثبات التوحيد. { وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } يريد مكة ـ وقد تقدّم معنى تسميتها بذلك ـ والمراد أهلها، فحذف المضاف أي أنزلناه للبركة والإنذار. { وَمَنْ حَوْلَهَا } يعني جميع الآفاق. { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ } يريد أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بدليل قوله: { وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } وإيمان من آمن بالآخرة ولم يؤمن بالنبيّ عليه السلام ولا بكتابه غير معتدٍّ به.