الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } * { ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ }

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { لا تثريب } قال لا تعيير.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { لا تثريب } قال لا إباء.

وأخرج أبو الشيخ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: " لما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، التفت إلى الناس فقال: " ماذا تقولون، وماذا تظنون؟... قالوا: ابن عم كريم. فقال { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم } " ".

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " يا أهل مكة، ماذا تظنون، ماذا تقولون؟ قالوا: نظن خيراً ونقول خيراً: ابن عم كريم قد قدرت، قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } ". "

وأخرج البيهقي في الدلائل، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة، طاف بالبيت وصلى ركعتين، ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب، فقال: " ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم، فقال: أقول كما قال يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإِسلام " ".

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عطاء الخراساني - رضي الله عنه - قال: طلب الحوائج إلى الشباب، أسهل منها إلى الشيوخ. ألم تر إلى قول يوسف { لا تثريب عليكم اليوم } وقال يعقوب عليه السلام { سوف أستغفر لكم ربي }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني - رضي الله عنه - قال: أما والله، ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف.

وأخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال: لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان، كتب يعقوب إلى يوسف - وهو لا يعلم أنه يوسف - بسم الله الرحمن الرحيم. من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم إلى عزيز آل فرعون، سلام عليك. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإنا أهل بيت، مولع بنا أسباب البلاء. كان جدي إبراهيم، خليل الله عليه السلام ألقي في النار في طاعة ربه، فجعلها عليه الله برداً وسلاماً. وأمر الله جدي أن يذبح له أبي، ففداه الله بما فداه الله به.

السابقالتالي
2