{ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ } تصريح بالنهي عنه، بعد أن نهى عنه ضمناً، لأخذه فيما تقدم قيداً للمنهيّ عنه، تأكيداً عليهم ومبالغة في قبح المنهيّ { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } أي: فتزل أقدامكم عن محجة الحق، بعد رسوخها فيه { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ } أي: ما يسوءكم في الدنيا { بِمَا صَدَدتُّمْ } أي: بصدودكم عن الوفاء، أو بصدكم غيرَكم { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أي: في الآخرة. لطيفة تنكير (قدم) للإيذان بأن زلل قدم واحدة عظيم، فكيف بأقدام كثيرة؟. وأشار في (البحر) إلى نكتة أخرى: قال: الجمع تارة يلحظ فيه المجموع من حيث هو مجموع فيؤتي بما هو له مجموعاً. وتارة يلاحظ فيه كل فرد فيفرد ما له كقوله:{ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً } [يوسف: 31]، أي: لكل واحدة منهن متكئاً. ولما كان المعنى: لا يفعل هذا كل واحد منكم، أفرد: { قَدَمٌ } مراعاةً لهذا المعنى. ثم قال: { وَتَذُوقُواْ } مراعاة للفظ الجمع. قال الشهاب: هذا توجيه للإفراد من جهة العربية، فلا ينافي النكتة الأولى.