الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }

قوله تعالى: { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلَسَانِكَ } أي القرآن يعني بيناه بلسانك العربي وجعلناه سهلاً على من تدبره وتأمله. وقيل: أنزلناه عليك بلسان العرب ليسهل عليهم فهمه. { لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ } أي المؤمنين { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } اللّد جمع الألد وهو الشديد الخصومة، ومنه قوله تعالى:أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } [البقرة: 204] وقال الشاعر:
أبيتُ نجِيًّا للهمومِ كأنّني   أخاصم أقواماً ذَوِي جَدلٍ لُدّا
وقال أبو عبيدة: الألد الذي لا يقبل الحق ويدّعي الباطل. الحسن: اللد الصُّمّ عن الحق. قال الربيع: صم آذان القلوب. مجاهد: فجارا. الضحاك: مجادلين في الباطل. ابن عباس: شداداً في الخصومة. وقيل: الظالم الذي لا يستقيم والمعنى واحد. وخصوا بالإنذار لأن الذي لا عناد عنده يسهل انقياده.