الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى { قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } ان يعقوب كان عالما بالله واخلاقه العظيمة وبصفاته المنزهة وبالاوقات التى هو تعالى يقبل توبة المذنبين ويغفر ذنوب الخاطئين ويستجيب دعوة المضطرين وهو وقت تضوع مسك نفحات شمال وصلته فى ارواح المقربين وفؤاد الصادقين وقلوب العارفين واسرار الموحدين وعقول المحبين ونفوس المريدين وهم يعرفون منه مكان قبول التوبة واستجابة الدعوة وعلامتها اقشعرار جلودهم ووجل قلوبهم واضطراب صدورهم وفوران غبراتهم وهيجان اسرارهم ووقوع نور التجلى فى صميم افئدتهم وطيران ارواحهم فى رياض الملكوت وانوار الجبروت وهى ترى يتسم صبح الوصال بنعت الرضا عند منازل الثناء وكشف نقاب النقاب واكثر ذلك وقت الاسحار عند تجافى جنوب الابرار عن مضاجعهم وانتباههم بركضات عساكر التجلى وعرائس التدلى حين ينزل بجلاله من هواء القدم الى عروش البقاء تعالى الله عما اشار اليه اهل الخيال قيل فى التفسير اخّر الى السحر من ليلة الجمعة قال ابن عطاء ان يعقوب قال ارجعوا الى يوسف واسألوه ان يجعلكم فى حل ثم أستغفر لكم ان الذنب بينكم وبينه قال بعضهم سوف اسأل ربى ان ياذن لى فى الاستغفار لكم لئلا يكون مردودا فيه كما رد نوح فى ولده بقولهإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } قال الاستاذ وغرهم الاستغفار لانه لم ينفرع من استبشاره الى استغفاره.