الموضوع |
العقيدة |
رقم الفتوى |
0087 |
السؤال |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
انا عندي سوأل مهم اوي
1هوالرسول عليه الصلاه والسلام اتبعت للناس كلها ولا للرجاله بس؟
2لو اتبعت للناس كلها معني كده ان السونه للناس كلها رجاله وستات؟
3هل كل الاحاديث الشريفه صحيحه؟
4لو كان في احاديث غير صحيحه او مشكوك فيها يبقي مفيش حديث مضمون بنسبه 100؟
5لو كانت سنه الرسول عاليه الصلاه والسلام للناس كلها رجاله وستات اذن الستات هي كمان تربي اللحيه وتحف الشارب؟
6هو ليه الشيوخ اللي بيقولوا علي نفسهم علماء بحلقوا شعرهم خالص مع ان الرسول عليه الصلاه والسلام كان شعره طويل؟
7هو مش كان ابو لهب وابو جهل وكل الكفار اعداء الاسلام والرسول عليه الصلاه والسلام عندهم لحيه؟
8ايام الرسول عاليه الصلاه والسلام كان الناس كلها اللي في الجزيره العربيه بيلبسوا حاجه على رأسهم عشان الشمس طيب الشيوخ اللي عايشين في التكييف علي طول بيلبسوا حاجه علي رأسهم ليه؟
9 لو كلامي طلع صح واقتنعت به هو ان مفيش حاجه اسمها زي اسلامي وزي غير اسلامي المهم انه يغطي العوره فالمعنى كده كل العلماء او معظمهم اللي موجودين حاليا محدش فيهم قدر يفكر ولو مره في حياته ؟ |
الجواب |
إن الله سبحانه وتعالى بعث خاتم النبيين سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم للناس كافة دون استثناء قال تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة سبأ: 28] وقال تعالى: {تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} [سورة الفرقان: 1] وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو الرحمة المهداة من رب العالمين للعالمين قال تعالى {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء: 107] والله تعالى أعلم.
2 شأن السنة المطهرة شأن القرآن الكريم فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ} [سورة النجم: 3، 4] فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلغ الرسالة للناس رجالا ونساء والله تعالى أعلم.
3 الأحاديث النبوية المقبولة صحيحة، وعلم الحديث علم متميز أبرز عظمة علماء المسلمين ودقتهم في الدراية والرواية والأمانة وهو علم يشمل مجموعة من العلوم كعلم الجرح والتعديل، وعلم رجال الحديث، وعلم مختلف الحديث، وعلم علل الحديث، أو علم غريب الحديث، وعلم ناسخ الحديث ومنسوخه والله تعالى أعلم.
4 هناك تقسيم للأحاديث منها صحيح ومنها حسن ومنها ضعيف وهناك تفصيل لكل قسم ويمكن الرجوع لذلك في كتب أهل الاختصاص والله تعالى أعلم.
5 ما ورد في السؤال ينافي الفطرة كما ينافي الحكمة قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة الروم: 30]
وما ورد في السؤال ينافي الحكمة أيضا إذ الحكمة أن يكون الشيء في مكانه والرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاء بالحكمة قال تعالى {كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 151] وقال تعالى {هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [سورة الجمعة: 2] والله تعالى أعلم.
6 ما ورد في السؤال سنة وللعلماء فيها تفصيل أيضا والله تعالى أعلم.
7 للمسلم شخصيته الوسطية المتميزة عن الكفار والمشركين بما في ذلك في اللحية والله تعالى أعلم.
8 المسلم عبد رباني وينشد الكمال في لباسه، والامتثال للشرع الحنيف، فهو أثناء الإحرام وفي شمس الصيف الحارق في مكة المكرمة يكشف الرجل رأسه، وأشير أن الجزيرة ليست كلها مناخ واحد ولا طقس ثابت، كما أن الإسلام ليس وقفا على الجزيرة، فالمسلم يلتزم ويطيع ما يأمره الله تعالى به في الحر والقر.
9 اللباس فطرة ومن الشرع والتعري خلاف ذلك ومن الشيطان قال تعالى: {يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 2627]
وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}؟ (سورة النور: 31]
وقال تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب: 59] ومن الأحاديث ما يفصل ويبين ويوضح ذلك وما الملاحظة الواردة عن العلماء إلا عن جهل أو هوى والله تعالى أعلم.
|
|
الموضوع |
العقيدة |
رقم الفتوى |
0088 |
السؤال |
السلام عليكم ورحمة الله
انا شابة ابحث عن عمل وقمت بارسال رسائل الى شركات من اجل طلب التوظيف
ولم اتوكل سوى على الله
واريد ان اعرف اذا قمت بطلب مساعدة احد افراد العائلة للتوسط لي كي اقبل في العمل
هل هذا جائز ام سوف اعتبر تركت التوكل على الله واستعنت بمن لا حول لهم ولا قوة ..
ارشدوني من فضلكم ماذا افعل
انا في حاجة ماسة للعمل
احتاج للمال من اجل العلاج ولا اريد اتباع اي طريق فيها شبهات
ولكم جزيل الشكر |
الجواب |
طلب مساعدة أحد افراد عائلتك فيما يقدر عليه لمنفعتك، ودون التعدي على حق الغير جائز ولا ينافي التوكل، بل هو من الأخذ بالأسباب، وتركها تواكل وعجز قال تعالى: {وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ} [المائدة: 11] وفي الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال(المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وان اصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم ومعنى لا تعجز: أي لا تفرط في طلب ما ينفعك، فالأخذ بالسبب مع اعتقاد القلب على الله عزوجل في استجلاب المنافع، ودفع المضار فذلك حقيقة التوكل، ولنا في الطير آية وهي تأخذ بالسبب فتسعى لطلب رزقها مع أن الله تعالى قال في كتابه العزيز {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود: 6] وفي حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لو انكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا، وتروح بطانا) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم الترمذي وقال: حسن صحيح والله تعالى أعلم. |
|
الموضوع |
العقيدة |
رقم الفتوى |
0089 |
السؤال |
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم االنبيين
وعلى آله الطيبين وأصحابه الميامين وبعد:
أريد منكم فضيلة المفتي المحترم أن تبينوا لنا بيانا شافيا حول دعوى السيد ميرزاغلام أحمد وأنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود الذي وعدنابه رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ملتمسا منكم ردا علميا شافيا حول الأدلة التي ساقها.
ـ جعلكم الله منبرا هادياللحق ـ
|
الجواب |
ذكر الشهرستاني في كتابه الملل والنحل: وقد ادعى غلام أحمد أنه المسيح المعهود، والمهدي الموعود في وقت واحد، ويستند اتباعه في الايمان به الى ما روي في صحيح البخاري (ان المهدي يظهر في شرقي منارة دمشق، وان المسيح يصلي خلفه) مع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف بكم وبابن مريم فيكم؟) فغلام أحمد ظهر في قاديان وليس بدمشق وتوفي بمرض الكوليرا. ومات في بيت الخلاء منكبا على وجهه، وقد ادعى غلام أحمد ما ورد في السؤال من خلال رسالته التي وجهها إلى علماء الهند وغيرهم في البلاد الاسلامية فمما ورد فيها: (واخبرني ان عيسى نبي الله قد مات، ورفع من هذه الدنيا، ولقى الأموات، وما كان من الراجعين، بل قضى عليه الموت وامسكه، ووافاه الأجل، وادركه، فما كان له ان ينزل الا بروزا كالسابقين، وقال سبحانه انت هو في حلل البروز، وهذا هو الوعد الحق الذي كان كالسر المرموز، فاصدع بما تؤمر، ولا تخف السنة الجاهلين، وكذلك جرت سنة الله في المتقدمين). (وجعلني ربي عيسى بن مريم على طريق البروزات الروحانية) وقال في رسالته: وقد علمتم ان المسيح المسيح الموعود بكسر الصليب المعضود فهذا هو الزمان إن كنتم موقنين أما ترون كيف يعلى الصليب وكيف تُفَشى في شأنه الأكاذيب؟ وإلى أي حدود بلغ الأمر.
وكثر الخنزير والخمر؟ وديس الاسلام تحت أقدام المغوين المفسدين؟ أليس في أحاديث خير الكائنات وأفضل الرسل ونخبة المخلوقات أن المسيح الموعود لا يجئ إلا عند غلبة الصليب، وفتنها المواجة في الجهات؟ فهذا هو الأصل المحكم لمعرفة وقت المسيح، ومن أعظم العلامات. فإن كنتم تظنون أن المسيح ما جاء على رأس هذه المائة، وفتن النصارى لم تبلغ إلى غايتها المقصودة، فلزمكم أن تعتقدوا بامتداد هذه الفتن إلى رأس المائة الثانية، أو على رأس مائة أخرى من المئين الآتية البعيدة فلو كان عمر فتن النصارى إلى هذه الأزمنة الطويلة، فما يلى الاسلام إلى تلك المدة يا معشر المتفرسين؟ أرضيتم أن تتزايد فتن الدجالين القسيسين؟ وتمتد إلى مائتين ومئتين؟ فإن غلبتم إلى أيام ظهور المسيح كما جاء بالبيان الصريح في أنباء خير المرسلين، فما تأمرون في هذه القضية؟ أترضون بأن يمهلهم الله لإغواء الناس إلى تلك المدة الطويلة؟ ويقول في كتابه توضيح المرام (ليس المراد في النزول هو نزول المسيح بل هو اعلام على طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز هو مصداق هذ الخبر حسب الاعلام والالهام).
وبالنظر فيما قاله فهو يؤمن بتناسخ الأرواح. وفعل خلاف ما قال فعطل الجهاد فخالف للقرآن الكريم والسنة المطهرة، وخالف ما اخبرت به السنة فكان يعمل تحت مظلة الصليب، وتعاون مع الإنجليز ضد وطنه والمسلمين، فأين من الخنزير والخمر؟ فغلام أحمد كذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وادعى أنه المهدي وأنه المسيح وظهر كذبه، كما ظهر كذب كل من ادعوا أنهم المهدي كالباب والبهائي وغيره والله تعالى أعلم.
|
|
الموضوع |
العقيدة |
رقم الفتوى |
0090 |
السؤال |
حضرة صاحب الفضيلة يقول الله عز وجل فى محكم التنزيل : يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد (105) فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق (106) خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد (107) وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ (108) سورة هود ... وأعتذر مسبقا عن سوالى الذى هو : ماذا بعد خلود أهل النار فى النار وأهل الجنة فى الجنة ... ألا يوجد خلق يعبدون الله بعد ذلك بنفس الطريقة التى كان يعبد بها فى الدنيا .. إذ أن القرآن والأحاديث النبوية الشريفة تفيد أن الدنيا هى دار عمل أما الآخرة فى دار جزاء على ما قدم من عمل ... |
الجواب |
اتفق أهل السنة أن الجنة والنار موجودتان الآن وجاء في شرح الطحاوية أدلة على ذلك من الكتاب قوله تعالى عن الجنة {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ} [الحديد: 21] وعن النار {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131] {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِّلطَّاغِينَ مَآباً} [النبأ: 2122] وقال تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ} [النجم: 1315] وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سدرة المنتهى، ورأى عندها جنة المأوى كما في الصحيحين في حديث انس رضي الله
عنه في قصة الإسراء وفي آخره (ثم انطلق بي جبرائيل، حتى أتى سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم دخلت الجنة، فإذا هي جنابذ اللؤلؤ، واذا ترابها المسك) وساق أحاديث صحيحة كثيرة على صحة وجود الجنة والنار الآن وهما لا تفنيان أبدا ولا تبيدان وهو قول جمهور الأئمة من السلف والخلف، فالمؤمن يرى مكانه في الجنّة عند الموت، ويكون قبره روضة من رياض الجنة، وروحه طير تعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله تعالى الى جسده يوم القيامة وبها تنتهي الحياة الدنيا، قال تعالى: { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108] ومعنى غير مجذوذ اي غير مقطوع فالجنة على التأبيد وكذلك النار ولا يبقى بعد قيام الخلائق من قبورها في الآخرة بعد موتها خلق يعبدون الله تعالى وصاروا إلى دار الخلود، فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يؤتى بالموت كبشا اغر، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا اهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، ويقال: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، ويرون ان قد خرج الفرج، فيذبح، ويقال خلود لا موت) رواه احمد ورواه البخاري بمعناه، والله تعالى أعلم.
|
|
الموضوع |
العقيدة |
رقم الفتوى |
0091 |
السؤال |
قرأت طلب الفتوى رقم 00075 تارة تقولون المنتحر غير مخلد في النار وتارة أخرى تقولون إنه مخلد فيها فما هو الحكم الصحيح
نظرا لدراستي في الأزهر يسألني العديد من الناس أسئلة أحيانا لا أستطيع الإجابة عنها منها أن من أخذ أموال الغير يريد إتلافا وليس عنده من المال ما يرد ما سرقه بل ولا يعلم ممن سرق.
رأيي أنه مخلد في النار
فسألني شخص آخر كان جالسا معنا وقال طالما، هو مخلد في النار فلماذا لا ينتحر
وكان ردي أنه إذا انتحر فقد كفر وخرج عن الملة فهو كافر ومخلد أيضا في النار ولكن السارق قد يعفو الله عنه أما المنتحر فقد يأس من الله وكفر
فما هو رأيكم
أفادكم الله
الجواب
السرقة من الكبائر لكن لا يخلد مرتكبها في النار قال تعالى: {إن ٱلله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء} [النساء:48]، وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل ان يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لتؤدن الحقوق إلى أهليها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.
ولا شك أن الانتحار اشد فداحة من السرقة، ومع النهي عنه والترهيب منه لكنه لا يصل إلى درجة الكفر قال تعالى: {ولا تقتلوۤا أنفسكم إن ٱلله كان بكم رحيما} [النساء:29] وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها مخلدا فيها أبدا، ومن تحس سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار والذي يقتحم يقتحم في النار فالأحاديث الواردة في الترهيب من الانتحار والوعيد للمنتحر الا ان يتجاوز الله تعالى عنه. |
الجواب |
استهجن ان يقول ما ورد في السؤال أنه من طالب علم شرعي في جامعة عريقة هي أم الجامعات، كما أن إجابتي لا تفيد التناقض في الحكم الشرعي، ومع ذلك فإني أشير للأخ السائل أن أهل السنة لا يكفرون مرتكب الكبيرة لقوله تعالى : {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ} [النساء: 48]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: )لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن( رواه مسلم.
وفي رواية: )ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن( وفي رواية:) والتوبة معروضة بعد(.
قال النووي في الشرح: فالقول الصحيح الذي قاله المحققون: أن معناه لا يفعل هذه المعاصي/ وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء/ ويراد نفي كماله ومختاره، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيش الآخرة، وإنما تأولناه على ما ذكرناه لحديث أبي ذر – رضي الله عنه – وغيره من قال: (لا إله إلا الله دخل الجنة، وإن زنى، وإن سرق) وحديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – الصحيح المشهور، إنهم بايعوه صلى الله عليه وآله وسلم على ألا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يعصو إلى آخره، ثم قال لهم صلى الله عليه وآله وسلم: (فمن وفّى منكم فأجره عل الله، ومن فعل شيئا من ذلك، فعوقب في الدنيا فهو كفارته، ومن فعل ولم يعاقب فهو إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه).
فهذان الحديثان مع نظائرهما في الصحيح مع قول الله عز وجل: {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ} [النساء: 48] مع إجماع أهل الحق على أن الزاني والسارق والقاتل، وغيرهم من أصحاب الكبائر غير الشرك لا يكفرون بذلك؛ بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان، إن تابوا سقطت عقوبتهم، وإن ماتوا مصرين على الكبائر كانوا في المشيئة، فإن شاء الله تعالى عفا عنهم، وأدخلهم الجنة أولا، وإن شاء عذبهم ثم أدخلهم الجنة.
وجاء في شرح الطحاوية: [والجواب: أن أهل السنة متفقون كلهم على أن مرتكب الكبيرة لا يكفر كفرا ينقل عن الملة بالكلية، كما قالت الخوراج، إذ لو كفر كفرا ينقل عن الملة لكان مرتدا يقتل على كل حال، ولا يقبل عفو ولي القصاص، ولا تجري الحدود في الزنا والسرقة وشرب الخمر، وهذا القول معلوم بطلانه، وفساده بالضرورة من دين الإسلام، ومتفقون على أنه لا يخرج من الإيمان والإسلام، ولا يدخل في الكفر، ولا يستحق الخلود مع الكافرين، كما قالت المعتزلة، فإن قولهم باطل أيضاً، إذ قد جعل الله مرتكب الكبيرة من المؤمنين، قال تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى} [البقرة: 178] إلى أن قال: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ} فلم يخرج القاتل من الذين آمنوا، وجعله أخاً لولي القصاص، والمراد أخوة الدين بلا ريب، وقال تعالى: {وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا} إلى أن قال: {إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: الآيتان 9، 10] ونصوص الكتاب والسنة تدل على أن الزاني والسارق والقاذف لا يقتل، بل يقام عليه الحد، فدل على أنه ليس بمرتد] شرح الطحاوية ص 30، 32.
وأن التشديد على الترهيب والتحذير من الوقوع في الكبائرـ لا ينافي الترغيب بالتوبة للعاصي، وعدم اليأس، والقنوط من عفو الله تعالى ورحمته ومغفرته، بما يفتح للعاصي باب الأمل والرجاء والإقبال على الله تعالى مما يحول بينه وبين الوصول إلى طريق مسدود، واليأس من الحياة والنظر إليها بسوداوية قد تقوده إلى الانتحار وهو كبيرة لا يكفر صاحبها أيضا فعن جابر رضي الله عنه أن الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية – فأتى ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم للذي ذَخَرَ الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه، فَشَجّتْ يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو رضي الله عنه في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: مالي آراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم وليديه فاغفر) رواه مسلم.
قال النووي في شرحه للحديث (أما أحكام الحديث ففيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها، ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار؛ بل هو في حكم المشيئة إلى أن قال وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار) (صحيح مسلم بشرح النووي: 2/132).
وبمثل ما يوهم ظاهر النص، فقد يوهم ظاهر ما نرى فالله أعلم بالسرائر، وبيده الأمر والحكم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم حُنيناً، فقال الرجل ممن يُدْعى بالإسلام: (هذا من أهل النار) فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله! الرجل الذي قلت له آنفا: (أنه من أهل النار) فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إلى النار، فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكنّ به جراحاً شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك فقال: الله أكبر أشهد إني عبد الله ورسوله) ثم أمر بلالا – رضي الله عنه – فنادى في الناس (أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) رواه مسلم. قال الخطيب البغدادي اسم الرجل: قُزمان، وكان من المنافقين. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (كان رجلان في بني اسرائيل متآخيين؛ فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوماً على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيباً؟ قال: والله لا يغفر الله لك، ولا يدخلك الجنة، فقبضت أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد، اكنت به عالماً، أو كنت على ما في يدي قادراً؟ فقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار). رواه أبو داود والله تعالى أعلم.
|
|
|
|