الموضوع
الكلمة/الجملة
اسأل هنا

 
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0072
السؤال
السلام عليكم
السؤال هو ما الفرق بين الروح والنفس، ما هي اصناف الانفس؟
جزاكم الله خيرا
الجواب
الروح المشار إليه في السؤال ما يكون به حياة الجسد، وامتزاجه بالجسم واتصال الحياة به وهذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل وهو أمر مبهم كما ذكر القرطبي في تفسيره مستدلا بقوله تعالى {قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] أي هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى، مبهما له وتاركا تفصيله، ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها، وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان يعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى وجاء في شرح العقيدة الطحاوية عن النفس ما نصه (والذي يدل عليه الكتاب والسنة واجماع الصحابة وأدلة العقل: إن النفس جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي، خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورود، وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم) فيقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى (إن النفس مشترك بين معان فهي المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان والمعنى الثاني هي اللطيفة والتي هي الإنسان بالحقيقة، وهي نفس الإنسان وذاته ولكنها توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها، فإذا سكنت تحت الأمر وزايلها الإضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت النفس المطمئنة قال الله تعالى {يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} [الفجر: 2728] والنفس الجامعة لقوة الغضب والشهوة لا يتصور رجوعها إلى الله تعالى فإنها مبعدة عن الله، وهي من حزب الشيطان، وإذا لم يتم سكونها، ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها حيث النفس اللوامة لأنها تلوم صاحبها عند تقصيره في عبادة مولاه قال تعالى {وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2] وإن تركت الإعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات، ودواعي الشيطان سميت النفس الأمارة بالسوء قال الله تعالى اخبارا عن يوسف عليه السلام أو امرأة العزيز {وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِيۤ إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [يوسف: 53] فالنفس إما مذمومة وإما محمودة) لكن العلامة صدر الدين علي بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي يقول في شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، وقد وقع في كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاثة انفس مطمئنة ولوامة وأمارة قالوا: وإن منهم من تغلب عليه هذه ومنهم من تغلب عليه هذه كما قال تعالى: {يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: 27]، {وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]، إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ} [يوسف: 53].
والتحقيق انها نفس واحدة لها صفات، فهي أمارة بالسوء، فإذا عارضها الإيمان صارت لوامة تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها، وتلوم بين الفعل والترك فإذا قوي الإيمان صارت مطمئنة ولهذا قال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم (من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو مؤمن) وقوله (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) الحديث.
كما أشار إلى اختلاف العلماء في حقيقة النفس والروح هل هما متغايران أو مسماهما واحد؟ فالتحقيق أن النفس تطلق على أمور، وكذلك الروح، فيتحد مدلولهما تارة، ويختلف تارة، فالنفس تطلق على الروح، ولكن غالب ما تسمى نفساً إذا كانت متصلة بالبدن واما إذا أخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها، وتطلق على الدم ففي الحديث (ما له نفس سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه) والنفس، العين يقال اصابت فلانا نفس: أي عين والنفس: الذات { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } [النور: 61] { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29] ونحو ذلك، وأما الروح فلا تطلق على البدن، لا بإنفراده، ولا مع النفس، وتطلق الروح على القرآن، وعلى جبرائيل { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } [الشورى: 52] { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } [الشعراء: 193] وتطلق الروح على الهواء المتردد في بدن الإنسان أيضاً وأما ما يؤيد الله به أولياءه فهي روح أخرى كما قال تعالى { أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } [المجادلة: 22] وكذلك القوى التي في البدن، فإنها أيضاً تسمى أرواحاً، فيقال: الروح الباصر، والروح السامع، والروح الشام، وتطلق الروح على أخص من هذا كله وهو: قوة المعرفة بالله والإنابة إليه ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه وارادته، ونسبة هذه الروح إلى الروح، كنسبة الروح إلى البدن، فللعلم روح، وللإحسان روح، وللمحبة روح، وللتوكل روح، وللصدق روح، والناس متفاوتون في هذه الأرواح، فمن الناس من تغلب عليه هذه الأرواح فيصير روحانياً، ومنهم من يفقدها، أو أكثرها فيصير أرضياً بهيمياً. والله تعالى أعلم.
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0073
السؤال
ماذا تعني لفظة الجلالة (الله )؟
الجواب
التعظيم أو عِظَم القدر والله تعالى أعلم.
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0074
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي سماحة الشيخ سعيد عبد الحفيظ لو سمحت لدي سؤال يؤرقني وابحث له عن جواب
اذا كنا مسيرين في هده الدنيا ولا اختيار لنا وما قدره لنا الله هو الذي سوف نراه اذا لماذا سوف نثاب او نعاقب في الاخرة وهل هناك شيء لا نحاسب عليه
ارجوك سيدي اريد من يساعدني للخروج من هذه الحيرة ولكم جزيل الشكر
الجواب
هذه المسألة تتعلق بالإيمان بالقضاء والقدر وهو من أركان الإيمان، فالمسلم يؤمن أن ما يحدث له أو يصيبه في نفسه أو ماله أو ولده أو أهله بما يكره، بعد أن يأخذ بالأسباب والوسائل المشروعة لدفعها والحيلولة دون وقوعها فذلك قدر لا مفر منه، وعليه الرضا والصبر قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ} [البقرة: 155] وفي الحديث عن محمود بن لبيد رفعه (إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع) رواه أحمد وقال المنذري رواته ثقات، فيثاب المسلم بما يبتلى، ويكفر عنه من خطاياه إذا صبر والأنبياء أشد الناس ابتلاءً ففي حديث سعد رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس اشد بلاءً؟ قال: (الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) رواه الدارمي، وابن ماجه، والترمذي وصححه وكما يبتلى الإنسان بما يكره يبتلى أيضاً بالنعم فعليه الشكر قال تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } [الأنعام: 17] وفي الحديث عن أبي يحيى صهيب ابن سنان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد الا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم في الدنيا والآخرة قال تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [التغابن: 11] وخلاف ما ذكرت فإن الإنسان مخير، وقد بين الله سبحانه للناس من خلال الرسل قال تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ } [النساء: 165]، وقال تعالى: {وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [فاطر: 24]ووهب الله سبحانه للإنسان العقل وهو مدار التكليف والإختيار قال تعالى: {وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف: 29] وقال تعالى: {قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } [يونس: 108] وهكذا كان التشريع بالجزاء، وفطرة الإنسان أنه يقابل ما يفعل في أمور حياته ومعاشه من زراعة وصناعة وتجارة وعلم وبحث، فلكل وسائل وأسباب قال تعالى: {فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } [الملك: 15] فالإنسان يتحمل نتيجة عمله في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } [فصلت: 46] وذكر أن سارقا سرق في عهد عمر رضي الله عنه فسأله: لم سرقت؟ قال: قدر الله ذلك، فقال عمر رضى عنه اضربوه ثلاثين سوطاً، ثم اقطعوا يده، فقيل له: لم فقال: يقطع لسرقته، ويضرب لكذبه على الله، ويقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى: (العبد مختار بالقدر الذي يتحمل تبعة ما يفعل، وهو يحس بأنه يفعل ما يفعل مختاراً) وفي هذا جلاء للحكم والله تعالى أعلم
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0075
السؤال
سؤال يحيرني كثيرا .. في الاسلام حد الرده هو القتل .. وطبعا في أغلب الدول الاسلاميه يولد الشخص مسلما .. اي لا يعطى الحريه باختيار دينه .. واذا اراد تغيريه يطبق عليه حد الرده !! .. هذا غير منصف !! .. اين كلام الله {لا إكراه في الدين} ؟؟
الجواب
يعطي الاسلام الحرية للانسان حين يتحمل المسؤولية أي عاقلا بالغاً مختاراً، وعقيدة المسلم تقوم على اليقين بأركان الإيمان، ولها قداستها، ولا يكون مؤمنا الا بدليل وبرهان فالآية الواردة في السؤال تحمل ذلك وقد تبين للمسلم طريق الهدى من طريق سبل الضلال قال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] فالمسلم مخير، وحين يتزعزع بعد يقين، ودون دليل فانما يتبع الهوى، على حساب ثوابته التي اختارها واعتقدها، ولو ترك الأمر دون حدود ولا قيود لكانت الفوضى، وضياع الحقوق، والتفلت من الواجبات والالتزامات، والاعتداء على الحرمات والاستخافاف بالضرورات ومنها حفظ الدين والا لعم الفساد وهدد فطرة الانسان وحياته وامتداده والله تعالى أعلم.
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0076
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
زوج أختي لا يصلي ولا يصوم هل تستمر بالعيش معه مع العلم أن لهما ثلاثة أولاد
حياكم الله
الجواب
إن كان جاحداً للصلاة والصوم فأمره خطير يهدد عقيدته وحياته بالردة فلا بد من رفع أمره للقضاء وهو يحكم بناء على ما يثبت فإن كان جاهلا بامور الدين عُرّف به وإن كان الجهل مستبعداً لما هو معلوم من الدين بالضرورة، ولا جهل في دار الإسلام وقد يكون الترك تهاوناً أو كسلا استتيب ثلاثاً فإن تاب والا كان مرتداً والله تعالى أعلم.
 

 
 (37)  (39) (906)  
  40 39 38 37 36 35 34 33 32 31 30  مزيد